أحد أعضاء الإخوان : الجماعة " شاخت " و تحتاج إلى التطوير














ربما يكون الحوار مع الشاب الإخواني أسامة درة خارج السياق عند البعض من الذين يرفضون جماعة الإخوان المسلمين ، وأيضاً من الإخوان أنفسهم والذين يتحفظون كثيراً علي أسامة درة ومدرسة الإخوان التي  ينتمي إليها والتي يطلق عليها البعض مدرسة الإصلاح ، و هي مدرسة  يرها الإصلاحيون أنفسهم أنها يجب أن تكون هي الأصل ، حاورت درة علي الفيس بوك  أكثر من مرة سواء بعد صدور كتابه الأول  من " داخل الإخوان أتكلم" ، أو بعد صدور كتابه الثاني "  من الإخوان إلي ميدان التحرير " ، ومن إسم الكتاب ربما يوحي بأنه كتاب عن الثورة المصرية غير أنني أراه بداية ثورة داخل الإخوان بالتعبير الدقيق ،أشار درة لي أثناء حديثه الشهير مع بلال فضل في عصير الكتب ، عندما قلت له انا أري أن  الكتاب الأول محاولة إخوانية   ، لتصدير فكرة أن الإخوان في صفوفهم حرية رأي ، الرجل دهش من تعليقي ، وربما يكون ضايقه رأيي ،  لكنني قلت له الكتاب "متظبط " ورغم انه في ظاهرة هجوم علي الإخوان ولكن في باطنه  الرحمة .

التقيت أسامة درة في حفل توقيع كتابه الثاني من " الإخوان إلي ميدان التحرير " في مكتبة  البلد أمام الجامعة الأمريكية وكان هذا الحوار :ـ
محيط : ماذا عن هذا الكتاب ؟
أنا أعتبر أنني لم أؤلف  كتابا آخر ، بل هو كتاب مكمل للكتاب الأول ،فيه خواطر لي و آراء زامنت الثورة المصرية  العظيمة   مازلت عاكفا على كتابتها  فأضفت إليه  بعض الموضوعات الجديدة ، مثل أخيراً رقص الفيل ، ثورة داخل الإخوان  ، لقاء مع "المخابرات الأمريكية" في ميدان التحرير  ، هواجس حرية ، ويكيليكس ... ماذا قالت السفيرة الأمريكية عن أسامة درة ،  أسامة بتاع بلال فضل..و شيرين اللي بتغني .

محيط :
ماذا كنت تقصد بفصل مع المخابرات الأمريكية في ميدان التحرير ؟
انا تقابلت مع باحث أمريكي اسمه شادي حميد ، مدير معهد بروكنجز  ، في ميدان التحرير ، وكان  في الفترة  التي بعد الأربعاء  الدامي ، وكان متوقعا أن اعتصام ميدان التحرير سوف  يحدث فيه  حمامات من الدم ولا يخرج بمثل هذه النتائج التي رأينها ، وكان  متوقعاً أيضا  أن يمحق الاعتصام أو ينفض المعتصمون بعد طول يأس ويتناهي الأمر ، وهنا أناقش هذا الموضوع في هذا الفصل . 

محيط :
هل هذا الكتاب سوف يحدث صخباً فكريا ً كما أحدث كتابك الأول ؟
كتابي الأول كما ناقشت في فصل هواجس حرية  أحدث صخباً كبيراً ، ربما   لأنني انزعجت انزعاجا شديدا  ، بسب ما قيل لي داخل الإخوان يجب أن تستأذن قبل أن تتكلم ، كيف لي وأنا حر أن أفعل ذلك ، أما كتابي هذا فلا أري أنه سوف يحدث صخبا مثل الكتاب الأول  ربما لأن  الإخوان رموا  طوبتي  ، وأن الموضوع لا يهمهم .

محيط :
تحدثت  في الكتاب عن علم مصر وتأثيره عليك في ميدان التحرير ؟
علم مصر فكرة لا يهتم بها الإسلاميون ، فكرة الوحدة السياسية الإسلامية ( الخلافة )  أعم عندهم ، أما حماية الحدود المصرية  من أي باغ  حتي ولو كان مسلماً قد لا تكون فكرة رئيسية عند الإسلاميين ، د/ عبد المنعم أبو الفتوح له مقولة هامة في هذا الصدد أيهما  أهم مصر أم قضية فلسطين ،فقال من لم يهتم بمصلحة مصر لن يهتم بقضية فلسطين .
محيط : شعرنا في كتابك أحياناً  بالأسي علي مبارك ، كيف تري مبارك الآن ؟
كنا في الماضي نكلم مبارك ولا يسمع ، ولربما لا يريد أن يفهم ، دائماً نطلب منه أشياء فيعطينا أقل مما نطلب ، لكنه الآن ربما يريد أن نسمعه ، ولا أحد يريد أن يسمعه  ، كتبت ما يجيش في نفسي عن مبارك الكونونيل ، كان يقال  علي مبارك وكنت مقتنعا بذلك  أنه شخص وطني ، وأكيد أنه فخور بنفسه وبأمته ، ولربما أخطأ التقدير ولكنه ليس خائناً ، وثبت بعد ذلك عكس هذا الكلام وأنه متمحور حول نفسه .
محيط : كيف تري ميدان التحرير ؟
ميدان التحرير حالة مختلفة حقيقة  ، كان خارج السياق المصري علي العموم ، كان الشباب في حالة مختلفة ،علي سبيل المثال ،  لما نجد نجم من العيار الثقيل ، لا نجد أحد يلتف حوله كالمعتاد ، كنت أري حالة التوافق والتجمع ، كنت أرها حالة في منتهي الرقي .

محيط :
هل سوف تستمر كتاباتك في نفس السياق ؟
نصحني البعض بالابتعاد عن هذا الخط ، والتجديد ، ولربما عندهم حق ، ولكن الظروف القادمة أحسن بلا شك ،  وأقول أن هناك احتمال أن يكون كتابي هذا آخر كتاب ، لانني لا أعرف ماذا بعد ؟ ، لورأيت  نفسي أقدر أن أصنع شيئا سوف أصنع ،لكن حتي الآن لا  أعرف .

محيط :
هل أنت مازلت إخوان حتي الآن ؟
 أنا مازلت أخوان ولكني  جمدت نشاطي داخل الجماعة ولا أحضر اللقاءات التنظيمية ، هذا ممكن داخل الجماعة  أن يقوم فرد بعدم الحضور ، ولكن لكي أرفع عن نفسي الحرج ابتعدت حتي لا أخضع لاشتراطات وقيود تتعلق بالكتابة وكأني أكفر عن ذنب أو خطأ  وهو ما لا أرى أني ارتكبته.

محيط :
هل وضعك الآن أفضل أم عندما كنت في الجماعة ؟
أنا الآن مستمتع بهذا الوضع ، في السابق كنت قطعة شطرنج  تتحرك كيفما شاءت القيادة ، كنا نعمل كتروس ، لذلك كانت هنال وساطة لتهدئة  ما أحدثته حواراتي الصحفية و كتابي الأول ، ولكنه فشل.

محيط :
هل الذين شاركوا في الثورة من الإخوان كانوا مجرد تروس ؟
بعضهم شارك برغبته  الداخلية  لكن حتي يوم 28 لم تكن المشاركة كلية .

محيط :
ما هو رأيك في الحزب ، هل تنصح بدخول الحزب ؟
هذا موضوع مجهد للنفس جداً ، هما ركبوا الحزب بطريقة ، وكأن العضو في الحزب عضو في الجماعة ، كان الجمع في ميدان التحرير يقول لا يحكمنا إخوان ،ولكن دعني أقول ،  إذا شعرت أن الحزب لا يلبي حاجة مصر في جعل الإخوان جسما طبيعيا في الوطن وليس ورما بارزا فيه، سأدعو لعدم التصويت لمرشحي الحزب في البرلمان.

أنظر الآن،  الجيش يستعين بالإخوان للمساهمة بضبط أوضاع البلد في المرحلة الانتقالية ولذا فهما على وفاق ، لكن الإخوان كجماعة عقائدية لها واجهة سياسية مقلقة لحكام مصر الجدد، وبعد انتهاء المرحلة الانتقالية سيتعامل الجيش مع الجماعة بطريقة تشبه تعامل النظام السابق ، و هنا مكمن الخطورة ، أنا لا أتمني أن يفوز الإخوان بأكثر من النصف  .
محيط : ما هي رؤيتك للإسلاميين الآن ؟
هناك كلام عن أحزاب إسلامية جديدة  مثل الفضيلة وحزب السلامة والتنمية  ،   ممكن الإخوان لا يحصلون علي  النسبة التي كانوا يحصلون عليها ،سوف توزع هذه النسبة علي مجمل الإسلاميين  ،  حد كان يتخيل إن السلفيين  سوف يخوضون تجربة العمل السياسي ، لا يمكن التنبؤ بشيء في المستقبل كل يوم الآن به جديد .
محيط : هل تري الآن أن وجودك داخل الإخوان غير مجد ؟
نعم ، لان الإخوان يتصرفون وكأنهم طائفة مستقلة خاصة ، يتزوجون من بعضهم البعض  لهم شبكة علاقاتهم الخاصة ، لهم شكل مميز ، ولهم حديث مستقل ، وهذا ما يجعلهم غير مقبولين في الشارع الآن ، لهم كياناتهم الاقتصادية والفكرية ،غير المقبولة ، كما قلت في كتابي السابق أنا أحب  طبيخ أمي ، ولكن عندما خرجت وجدت طبيخ أفضل من طبيخ أمي ، بل إن  هناك عند أصحابي من أمهاتهم طبيخهم أفضل من طبيخ أمي ، بل وجدت أن أكل المطاعم أفضل ، ولكني أحبه لانني  تربيت عليه ،وعندما أقول أي حاجه عليها أشعر بضيق ، لا أنفي دور النظام في ذلك ، لكن الجماعة تستمتع بذلك الأمر .

محيط : هل تري أنه سوف يحدث في المستقبل تطورا لجماعة الإخوان المسلمين ؟
ممكن التطوير ، أمريكا لم تتطور بين يوم وليلة،لكن هناك أصوات في أمريكا تهاجم أوباما وتدعو للتطور ،  أسقطنا مبارك ، ومازال لا يوجد حديث حتي الآن عن  تطوير أداء الإخوان المسلمين ، ولو قيل علي كلامي هذا هجوم فهو هجوم ، وهذه ليست تهمة ، التطور ضعيف وتحتاجه الجماعة الآن  .

محيط :
ماذا تريد من الإخوان الآن ؟
 أتمني أن تجري انتحابات مستقلة تضبط  بها اللائحة  الداخلية ، هذه الجماعة الكبيرة في السن جدا والتي قضت في السجون والمعتقلات أكثر بكثير مما قضته خارجها يمكن أن تحظي بقدر أفضل في المرحلة القادمة  لو ضمت مجموعة كفؤ ولها قدرات أكثر فاعلية ، وليعرفوا أن الجماعة ليست قدرا من أقدار الله ، لو وجدنا ما هو أفضل فلا نتردد ، ولو تأسست جمعية دعوية تضم الكثيرين ويدخل فيها الجميع تكون أكثر تأثيراً ، وتكون مواردها المالية مستقلة ، وتترك لمصيرها ، تترك لفكرتها المستقلة ولا تكون ذراع الجماعة التي تقوم وتؤدي نشاطها .
الحوار نقلاً عن موقع " محيط " .

0 أضف تعليق

ضع تعليق

رأيك يهمنا

Copyright 2011 موقع الاخبار اخر خبر والاخبار العاجلة Designed by تعريب المطور للبلوجر